ساره حيدر: حذارِ المنتجات الغنيّة بشراب الذرة
سينتيا عواد

ماستر في علوم الاعلام والاتصال. مسؤولة عن الملحق الأسبوعي والصفحة اليومية للصحة وغذاء.

Thursday, 04-Jul-2013 00:23
إنّ شراب الذرة أو الـ Corn Syrup، عبارة عن سائل حلو المذاق يدخل في تركيبة العديد من المواد الغذائيّة بما أنّه يعزّز طعمها، يمنع تبلور السكر، يحفظ مذاق الأطعمة وغيرها من الفوائد. لكن ما هي خطورته؟
نجد شراب الذرة العالي الفروكتوز (Fructose) بكميات كبيرة في عصائر الفاكهة غير الطبيعية، صلصة المعكرونة المعلّبة، الشوربة المعلّبة، الفاكهة المعلّبة، الحلويات المصنّعة... بما أنّه يتميّز بدرجة تحلية أعلى من السكر وهو أقلّ تكلفة ويحفظ جودة المواد وتماسك لونها.

إلّا أنّ هذا الإنتشار الكثيف والسريع لشراب الذرة لم يمرّ مرور الكرام ومن دون أي انتقادات وتحذيرات، خصوصاً بعدما أخذت الدراسات يوماً بعد آخر بإظهار آثاره السلبيّة.

وتعليقاً على هذا الموضوع، قالت إختصاصيّة التغذية ساره حيدر في حديث خاصّ مع "الجمهورية": "إنّ هذا الشراب كما هو معلوم مُستخرج من نشاء الذرة عن طريق تحويله إلى غلوكوز، ومن ثمّ يتمّ تحويل جزءٍ من هذا الأخير إلى الفروكتوز. وهذا الشراب يحتوي على 45 % من الغلوكوز و 55 % الفروكتوز".

كثرة الفروكتوز: مخاطر وخيمة

واستكملت حديثها: "توجد أسباب كثيرة دفعت بالربط بين شراب الذرة عالي الفروكتوز كمُحلّ أساسي ومخاطره على صحّة الإنسان. في الواقع إنّ هذا الشراب موجود بنسبة كبيرة ومضرّة في العديد من المأكولات المصنّعة، ما يؤدي الى أضرار صحّية وخيمة. وقد أشارت دراسات عديدة أجريت على الحيوانات، أنّ النظام الغذائي الغني بالفروكتوز يؤدي الى زيادة الوزن وارتفاع ضغط الدم ومعدل الدهون الثلاثيّة المعروفة بالـ Triglyceride.

بالإضافة إلى مقاومة الجسم للإنسولين، وهي الحالة التي تجعل هذا الأخير أقلّ فعاليّة في تخفيف مستوى السكر في الدم، ما يؤدي إلى متلازمة الأيض المعروفة بالـ Metabolic Syndrome، والتي تؤدي بدورها إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين وتفاقم داء السكري ومضاعفاته".

وأضافت حيدر: "إنّ المشكلات الصحّية التي تمّ ربطها بالإفراط في استهلاك شراب الذرة لم تنته بعد! فقد أظهرت العديد من الأبحاث أنّ النظام الغذائي العالي بالفروكتوز يزيد من نسبة الدهون في الكبد، وهي الحالة التي تُترجم علميّاً بالكبد الدهني أو الـ Fatty Liver.

ويتميّز هذا الأخير بتجمّع حويصلات كثيرة من التريغليسريد داخل خلايا الكبد، ما يؤدي الى تفاقم متلازمة الأيض ومضاعفاتها. من جهة أخرى، إنّ استهلاك المشروبات المحلّاة بالفروكتوز يؤدي بشكل كبير الى ارتفاع معدل حامض اليورك في الدم، خصوصاً عند الأشخاص الذين يعانون من داء النقرس".

كمّية معتدلة لن تضرّ!

وأشارت حيدر إلى أنّه "لم يتبيّن حتّى الآن أنّ إستهلاك كمية معتدلة من الفروكتوز لا تزيد عن الخمسين غراماً في اليوم، لها تأثير سلبيّ على التريغليسريد والصحّة بشكل عام.

أمّا وفي حال استهلاك عبوتين من المشروبات الغازيّة إلى جانب الحلويات المصنّعة، فإنّ نسبة الفروكتوز سوف تتعدّى حتماً الكمية المعتدلة المسموح بها في اليوم، ليؤدي هذا النظام الغذائي المتّبع على المدى الطويل إلى مشكلات صحّية فائقة الخطورة، مثل السكري وأمراض القلب والشرايين والكبد الدهنيّ وارتفاع حامض اليوريك...

كيف تسيطر على هذا الأمر؟

وأخيراً شدّدت إختصاصيّة التغذية ساره حيدر على ضرورة الإلتزام بغذاء صحّي وتفضيل الفاكهة والخضار على المشروبات المعلّبة والصودا، قائلة في هذا السياق: "للمقارنة بينها، على سبيل المثال إنّ عبوة واحدة (330 ملل) من المشروبات الغازيّة تحتوي على 21 غ من الفروكتوز مقارنة بـ 4 إلى 10 غ فقط في ثمرة واحدة من التفاح.

ولتفادي المخاطر الصحّية، أنصحكم بتجنّب المشروبات الغازية المحلّاة واستبدالها بتلك المفيدة كالشاي الأخضر والمياه.وأهمّ ما في الأمر قراءة الملصقات الغذائيّة الموجودة على المأكولات، بهدف تفادي تلك التي تحتوي على شراب الذرة العالي الفروكتوز بكميات كبيرة".
الأكثر قراءة